يتداخل الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب حياة الأطفال. من التطبيقات التعليمية والألعاب الذكية إلى المساعدين الصوتيين والبرامج التعليمية والألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يُبرز هذا الوباء الواسع الانتشار أهمية الاهتمام باستخدام الأطفال لهذه التقنية.
الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها حماية الأطفال من مخاطر الذكاء الاصطناعي هي فهم كيفية استخدام الأطفال له، وتعليمهم نصائح أمنية، والتحكم في استخدامهم له.
كيف نعلم الأطفال الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي؟
بخلاف المنصات الإلكترونية الشائعة مثل جوجل وفيسبوك، لا يوفر الذكاء الاصطناعي خيارات للرقابة الأبوية. الضوابط الوحيدة المُطبقة على أنظمة الذكاء الاصطناعي هي تلك التي يصممها مطورو البرامج، لكنهم يهتمون فقط بتحسين الذكاء الاصطناعي لشركاتهم في سوق تنافسية للغاية.
تُثير مخاطر الذكاء الاصطناعي ونقص تنظيمه مخاوف، ولكن هناك طرق لجعله أكثر أمانًا ومسؤولية تجاه الأطفال. نستكشف هذه الطرق أدناه.
1. وضع حدود واضحة لاستخدام الأطفال للتقنيات الذكية
من الضروري الحد من استخدام الأطفال للأجهزة والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها. إن قضاء وقت طويل مع جميع أنواع التكنولوجيا، بما فيها الذكاء الاصطناعي، يؤدي إلى عادات غير صحية. اطلب من أطفالك القيام ببعض الأنشطة التي لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وخذ استراحة قصيرة من الشاشات. من الأفضل وضع هاتفك وأجهزتك الذكية جانبًا خلال هذه الفترة وقضاء وقت ممتع مع أطفالك.
2- مراقبة محتوى التطبيق وإعدادات الخصوصية
صُممت معظم التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتكون تفاعلية وممتعة، ولكنها تجمع أيضًا بيانات المستخدمين. لذا، توخَّ الحذر بشأن استخدام أطفالك للتطبيقات والألعاب والأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تأكد من مراجعة إعدادات الخصوصية على جميع الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي يتفاعل معها طفلك. راقب أيضًا محتوى هذه التطبيقات أو معلوماتها بانتظام للتأكد من أنها مناسبة لعمر طفلك.
3. اشرح للأطفال أهمية أمن البيانات.
قد لا يدرك الأطفال تمامًا أهمية الخصوصية وحماية المعلومات الشخصية، خاصةً فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. اشرحوا لأطفالكم بعبارات بسيطة كيف يمكن للتطبيقات والأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي جمع المعلومات الشخصية، ولماذا لا ينبغي لهم تقديم معلومات شخصية، مثل اسمهم الكامل أو عنوانهم أو اسم مدرستهم، لأنظمة الذكاء الاصطناعي. ساعدوهم على فهم أن أدوات الذكاء الاصطناعي ممتعة ومفيدة، ولكن يجب استخدامها بحذر.
4. تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال
يُقدم الذكاء الاصطناعي أداءً رائعًا في الإجابة على الأسئلة وحل المشكلات، ولكن يجب على الأطفال أن يفهموا أن ليست كل إجابات الذكاء الاصطناعي صحيحة أو غير متحيزة. شجعوا أطفالكم على التفكير النقدي في إجابات الذكاء الاصطناعي. إن التشكيك في إجابات الذكاء الاصطناعي وإجراء أبحاثهم الخاصة يُعلّم الأطفال أن يكونوا أكثر حذرًا في التعامل مع التكنولوجيا، بدلًا من مجرد قبول كل ما يقوله الذكاء الاصطناعي.
شاهد ايضا"
5. كن حاضرا في تفاعلات الأطفال مع الذكاء الاصطناعي.
كن حاضرًا بفاعلية أثناء تفاعل طفلك مع الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، كن معه أثناء استخدامه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أو لعبه بلعبته الذكية، أو اسأله عما تعلمه من أداة ذكاء اصطناعي معينة. سيساعدك التواجد الفاعل على فهم كيفية تفاعل طفلك مع الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، ومساعدته في حل المشكلات، والإجابة على أسئلته حول آلية عمله.
6. أخبر طفلك عن الجانب غير العاطفي للذكاء الاصطناعي.
قد تبدو الألعاب أو المساعدون الصوتيون المعتمدون على الذكاء الاصطناعي بشرية للغاية للأطفال، خاصةً تلك المصممة لإظهار المشاعر أو الاستجابة بطريقة ودية. لذلك، من المهم شرح آلية عمل الذكاء الاصطناعي لأطفالكم، وأنهم قد يتفاعلون كأصدقاء مقربين، لكنهم ليسوا بشرًا. تساعد هذه المحادثات الأطفال على بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا، وتجنب الاعتماد عليها عاطفيًا أو تواصليًا.
نصيحة للامتحان : اطلب من طفلك أن يفكر في بعض المشاعر التي يعرفها، مثل الحزن والسعادة والغضب. ثم اشرح له أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع الشعور بهذه المشاعر. أخبره أنه نظرًا لعدم امتلاكه لهذه المشاعر، فإنه لا يستطيع فهم مشاعره بدقة أو التفاعل معها كما تفعل أنت وأصدقاؤك المقربون.
7- تعريف الأطفال بأنواع مختلفة من الألعاب والأنشطة التعليمية.
يمكن للذكاء الاصطناعي توفير ترفيه وتعليم مُخصصين، لكن يجب أن يتاح للأطفال مجموعة متنوعة من الأنشطة غير المرتبطة بالتكنولوجيا. فالتفاعلات الواقعية والتجارب العملية لا تقل أهمية عما يتعلمه الأطفال من الذكاء الاصطناعي. إن تحقيق هذا التوازن يُساعدهم على اكتساب المهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي والإبداع الذي لا يوفره الذكاء الاصطناعي.
هل الذكاء الاصطناعي آمن للأطفال؟
هل تعتبر الذكاء الاصطناعي آمنًا للأطفال؟ برأيك، إلى أي عمر يجب منع الأطفال من التفاعل معه؟ هل تعتقد ذلك أساسًا، أم تفضل أن يستفيد الأطفال أيضًا من التكنولوجيا مع تقدمها؟
برأيكم، هل تستحق فوائد الذكاء الاصطناعي للأطفال المخاطر؟ ما هي السبل والإجراءات التي اتخذتموها للتحكم في استخدام أطفالكم له وحمايتهم من مخاطره؟ شاركونا تعليقاتكم واقتراحاتكم وقراء "كيف تفعل ذلك".
الأسئلة الشائعة
1- ما تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال؟
للذكاء الاصطناعي آثار إيجابية وسلبية على الأطفال. فباستخدامه، يتعلم الأطفال مفاهيم ومهارات متنوعة بطريقة عملية وممتعة. ومن مزايا برامج الذكاء الاصطناعي أنها مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل فرد.
من بين مساوئ استخدام الأطفال للذكاء الاصطناعي، تجدر الإشارة إلى المخاوف الأمنية، وتثبيط النمو العاطفي، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا مما يقلل من فرصهم في التواصل الحقيقي والهادف. يُعدّ الاستخدام المتوازن للذكاء الاصطناعي والتفاعل الواقعي أمرًا أساسيًا للحد من الآثار السلبية لهذه التقنية الجديدة على الأطفال.
2- ما هو العمر المناسب لتعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي؟
لا توجد قاعدة ثابتة تُحدد متى يجب على الأطفال البدء باستخدام الذكاء الاصطناعي. مع ذلك، يُعدّ العمر من 4 إلى 6 سنوات وقتًا مناسبًا لبدء استخدام الألعاب أو التطبيقات التعليمية القائمة على الذكاء الاصطناعي. تأكد من التحقق من الفئة العمرية المناسبة لأدوات أو ألعاب الذكاء الاصطناعي، واحتياطات السلامة اللازمة لاستخدامها.
يمكن للأطفال من أي عمر تقريبًا التفاعل مع الذكاء الاصطناعي؛ ومن المهم أن يشارك الآباء دائمًا أثناء استخدام أطفالهم لأدوات الذكاء الاصطناعي، ومراقبة استخدامهم، ووضع قواعد واضحة وصحية لوقت الشاشة.
3- كيف يمكننا حماية خصوصية الأطفال عند استخدامهم للذكاء الاصطناعي؟
تتطلب حماية معلومات طفلك عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحثًا وتحكمًا كافيين من جانبك. يمكنك ضمان حماية معلومات طفلك بالطرق التالية:
- تحقق من سياسات الخصوصية لأي تطبيقات أو ألعاب تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ابحث عن شركات تقدم معلومات شفافة حول كيفية جمع بيانات المستخدم وتخزينها واستخدامها.
- استخدم إعدادات الرقابة الأبوية للحد من جمع البيانات أو تعطيل خيارات مثل التسجيل الصوتي وتتبع الموقع الجغرافي.
- علّم طفلك قواعد الخصوصية وحماية البيانات الأساسية. على سبيل المثال، اطلب منه عدم مشاركة معلوماته الشخصية، مثل اسمه أو عنوانه أو مدرسته، مع تطبيق أو جهاز ذكاء اصطناعي.
- استخدم حسابات العائلة لمراقبة نوع البيانات التي تم جمعها والتحكم في إعدادات التطبيق.
- راجع تطبيقات طفلك أو ألعابه بانتظام. أزل أي إعدادات أو خيارات غير ضرورية أو قد تُسبب مشاكل غير واضحة في بيانات المستخدم.